لإعجاز العلمي في القرآن : انفصال السماء عن الأرض
من كتاب "الإعجاز العلمي في القرآن" للكاتب هارون يحيى
انفصال السماء عن الأرض
هناك آية أخرى عن خلق السماوات هي الآتية:
{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَروا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعلْنَا مِن المَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } الأنبياء:30
وكلمة الرتق يقصد بها الاختلاط والامتزاج، وتستعمل للدلالة على أجزاء تكون كلاً. ولفظ ‘’ففتقناهما’’ من فعل فتق في اللغة العربية ويعني التمزيق أو التدمير، مما يعني ولادة شيء كنتيجة لتدمير أو تمزيق تركيبة رتق ما. ومثال على ذلك خروج النبات من البذرة المزروعة في التربة.
دعونا نلقي نظرة ثانية على الآية الكريمة آخذين بعين الاعتبار هذه المعلومات. تذكر الآية أن السماوات والأرض كانتا في حالة الرتق، ثم تفرقتا بواسطة الفتق حيث خرجت إحداهما من الأخرى. وتبعاً لذلك عندما نتذكر أولى لحظات الانفجار العظيم نرى أن نقطة واحدة كانت تتضمن كل مادة الكون. وبكلمات أخرى كل شيء ‘’السماوات والأرض’’ التي لم تكن قد خلقت بعد، كانت ضمن هذه النقطة في حالة الرتق. وعندما انفجرت هذه النقطة بقوة سببت فتق المادة ومن خلال هذه العملية خلق شكل الكون بأكمله.
عندما نقارن التعبير المستخدم في القرآن الكريم بالاكتشافات العلمية نرى توافقاً تاما بينهما، ومما يثير الاهتمام أن هذه الاكتشافات العلمية لم يتم التوصل إليها إلا في القرن العشرين.