&&& اسرار التكرار في القرآن الكريم (5) &&&
والآن سوف نرى أن النظام المُحْكَم لسور القرآن لا يقتصر على كلماته فحسب, بل الكلمات التي تعبر عن مرحلة زمنية أيضاً منظمة تنظيماً زمنياً دقيقاً.
إبراهيم ويوسُف عليهما السلام
قصتان في القرآن لرسولين تجمع بينهما صفة الصبر على الأذى، إبراهيم عليه السلام صبر على أذى أبيه وقومه ويأتي بعده يوسف عليه السلام ليصبر على إخوته، وفي كلتا القصتين يأتي الأذى من قريب (أبو إبراهيم ـ وإخوة يوسف).
وتبدأ قصة إبراهيم عليه السلام: عندما علَّمه الله تعالي وأراه ملكوت السماوات والأرض. يقول تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الأنعام: 6/76.
ويأتي من بعده يوسف عليه السلام لتبدأ قصتهُ أيضاً برؤيا يقصها على أبيه فيقول:
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) يوسف: 12/4.
والعجيب أن كلمة (كوكباً) لم ترد في القرآن إلا في هاتين الآيتين في سياق قصة إبراهيم وقصة يوسف عليهما السلام.
وجاء تسلسل الآيتين في كتاب الله مطابقاً للتسلسل التاريخي لقصة هذين الرسولين.
فكما نعلم إبراهيم يسبق يوسف زمنياً فيوسف هو حفيد إبراهيم، وهذه معجزة تاريخية لقصص القرآن العظيم.
أرقام السورتين حيث وردت كلمة (كوكباً) حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو (126) من مضاعفات الرقم سبعة:
126 = 7 × 18
حتى أرقام الآيتين قد رتبها الله تعالي بشكل يتناسب مع الرقم (7)، إن العدد الذي يمثل رقم الآيتين هو (476) ينقسم على (7) تماماً:
476 = 7 × 68
ولكن العجيب أن ناتجي القسمة في كلتا الحالتين (18) و(68) لو قمنا بصف هذين العددين لنتج معنا عدد يقبل القسمة على (7) أيضاً:
6818 = 7 × 974
إذن أرقام السور نظمها الله بنظام مُحْكَم، أرقام الآيات أيضاً نظمها الله بنظام مُحْكَم، وحتى ناتج القسمة نظَّمه الله تعالى بنظام مُعجز، أليست هذه معجزة تستحق التدبر والاهتمام؟ وهل يمكن لمعجزة القرآن العظيم أن تكون وسيلة لزيادة الإيمان وزيادة التدبر في آيات القرآن وبالتالي زيادة القرب من الله تعالى؟
كلمة لأربع أنبياء
يبشر الله عباده المؤمنين برسول كريم اسمه أحمد عليه الصلاة والسلام ، وتأتي البشرى على لسان روح الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول هذا الرسول الكريم لبني إسرائيل مبشراً لهم:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) الصف: 61/6.
ونحن نعلم أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين.
إن عبارة (من بعدي) في هذه الآية تدل على زمن ، هذه العبارة تكررت في القرآن
ونسأل: كيف تكررت هذه العبارة وعلى لسان مَن وردت؟
وما هو ترتيب الآية السابقة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام؟
لنستمع إلى هذه الآيات الأربع:
1 ـ (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة:2/133.
2 ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأعراف: 7/150.
3 ـ (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ص: 38/35].
4 ـ (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) الصف: 61/6.
إن كلمة (بعدي) لم ترد إلا في هذه الآيات الأربعة من القرآن، ولكن السؤال على لسان من وردت هذه الآيات؟ إذا استعرضنا هذه الآيات من القرآن وجدنا أن:
1 ـ الآية الأولى في سياق قصة يعقوب عليه السلام.
2 ـ الآية ثانية في سياق قصة موسى وهارون عليهما السلام.
3 ـ الآية الثالثة في سياق قصة داود وسليمان عليهما السلام.
4 ـ الآية الرابعة في سياق قصة المسيح عليه السلام والبشرى.
هذه لغة القصة في كتاب الله تعالى ، ولكن ماذا تخبرنا لغة التاريخ؟
إن تسلسل هذه الآيات الأربعة مطابق تماماً للتسلسل التاريخي لهذه القصص، فنحن جميعاً نعلم دون خلاف أن التسلسل التاريخي للأنبياء الأربعة هو: يعقوب ثم موسى ثم داود ثم المسيح عليهم السلام، لذلك جاء تسلسل الآيات الأربعة موافقاً لهذا الترتيب.
وهنا ربما ندرك الحكمة من أن ترتيب سور المصحف يختلف عن ترتيب نزول سور القرآن، لأن هذا الترتيب فيه معجزة!
ولكن هنالك ملاحظة مذهلة وهي أن كلام المسيح عليه السلام والبشرى التي جاء بها، ورد في آخر هذه الآيات وهذا دليل على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا ليس كل شيء فلا يزال هنالك المزيد، فالأرقام لها حديث هنا، فلو قمنا بكتابة أرقام السور الأربعة حيث وردت كلمة (بعدي) نجد أن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو (613872) يقبل القسمة على (7) تماماً:
613872 = 7 × 87696
والعدد الناتج من هذه العملية هو (87696) أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
12528 × 7 = 87696
والآن سوف نرى أن النظام المُحْكَم لسور القرآن لا يقتصر على كلماته فحسب, بل الكلمات التي تعبر عن مرحلة زمنية أيضاً منظمة تنظيماً زمنياً دقيقاً.
إبراهيم ويوسُف عليهما السلام
قصتان في القرآن لرسولين تجمع بينهما صفة الصبر على الأذى، إبراهيم عليه السلام صبر على أذى أبيه وقومه ويأتي بعده يوسف عليه السلام ليصبر على إخوته، وفي كلتا القصتين يأتي الأذى من قريب (أبو إبراهيم ـ وإخوة يوسف).
وتبدأ قصة إبراهيم عليه السلام: عندما علَّمه الله تعالي وأراه ملكوت السماوات والأرض. يقول تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الأنعام: 6/76.
ويأتي من بعده يوسف عليه السلام لتبدأ قصتهُ أيضاً برؤيا يقصها على أبيه فيقول:
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) يوسف: 12/4.
والعجيب أن كلمة (كوكباً) لم ترد في القرآن إلا في هاتين الآيتين في سياق قصة إبراهيم وقصة يوسف عليهما السلام.
وجاء تسلسل الآيتين في كتاب الله مطابقاً للتسلسل التاريخي لقصة هذين الرسولين.
فكما نعلم إبراهيم يسبق يوسف زمنياً فيوسف هو حفيد إبراهيم، وهذه معجزة تاريخية لقصص القرآن العظيم.
أرقام السورتين حيث وردت كلمة (كوكباً) حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو (126) من مضاعفات الرقم سبعة:
126 = 7 × 18
حتى أرقام الآيتين قد رتبها الله تعالي بشكل يتناسب مع الرقم (7)، إن العدد الذي يمثل رقم الآيتين هو (476) ينقسم على (7) تماماً:
476 = 7 × 68
ولكن العجيب أن ناتجي القسمة في كلتا الحالتين (18) و(68) لو قمنا بصف هذين العددين لنتج معنا عدد يقبل القسمة على (7) أيضاً:
6818 = 7 × 974
إذن أرقام السور نظمها الله بنظام مُحْكَم، أرقام الآيات أيضاً نظمها الله بنظام مُحْكَم، وحتى ناتج القسمة نظَّمه الله تعالى بنظام مُعجز، أليست هذه معجزة تستحق التدبر والاهتمام؟ وهل يمكن لمعجزة القرآن العظيم أن تكون وسيلة لزيادة الإيمان وزيادة التدبر في آيات القرآن وبالتالي زيادة القرب من الله تعالى؟
كلمة لأربع أنبياء
يبشر الله عباده المؤمنين برسول كريم اسمه أحمد عليه الصلاة والسلام ، وتأتي البشرى على لسان روح الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول هذا الرسول الكريم لبني إسرائيل مبشراً لهم:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) الصف: 61/6.
ونحن نعلم أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين.
إن عبارة (من بعدي) في هذه الآية تدل على زمن ، هذه العبارة تكررت في القرآن
ونسأل: كيف تكررت هذه العبارة وعلى لسان مَن وردت؟
وما هو ترتيب الآية السابقة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام؟
لنستمع إلى هذه الآيات الأربع:
1 ـ (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة:2/133.
2 ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأعراف: 7/150.
3 ـ (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ص: 38/35].
4 ـ (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) الصف: 61/6.
إن كلمة (بعدي) لم ترد إلا في هذه الآيات الأربعة من القرآن، ولكن السؤال على لسان من وردت هذه الآيات؟ إذا استعرضنا هذه الآيات من القرآن وجدنا أن:
1 ـ الآية الأولى في سياق قصة يعقوب عليه السلام.
2 ـ الآية ثانية في سياق قصة موسى وهارون عليهما السلام.
3 ـ الآية الثالثة في سياق قصة داود وسليمان عليهما السلام.
4 ـ الآية الرابعة في سياق قصة المسيح عليه السلام والبشرى.
هذه لغة القصة في كتاب الله تعالى ، ولكن ماذا تخبرنا لغة التاريخ؟
إن تسلسل هذه الآيات الأربعة مطابق تماماً للتسلسل التاريخي لهذه القصص، فنحن جميعاً نعلم دون خلاف أن التسلسل التاريخي للأنبياء الأربعة هو: يعقوب ثم موسى ثم داود ثم المسيح عليهم السلام، لذلك جاء تسلسل الآيات الأربعة موافقاً لهذا الترتيب.
وهنا ربما ندرك الحكمة من أن ترتيب سور المصحف يختلف عن ترتيب نزول سور القرآن، لأن هذا الترتيب فيه معجزة!
ولكن هنالك ملاحظة مذهلة وهي أن كلام المسيح عليه السلام والبشرى التي جاء بها، ورد في آخر هذه الآيات وهذا دليل على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا ليس كل شيء فلا يزال هنالك المزيد، فالأرقام لها حديث هنا، فلو قمنا بكتابة أرقام السور الأربعة حيث وردت كلمة (بعدي) نجد أن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو (613872) يقبل القسمة على (7) تماماً:
613872 = 7 × 87696
والعدد الناتج من هذه العملية هو (87696) أيضاً ينقسم على (7) تماماً:
12528 × 7 = 87696