في مظهره الهادىء وابتسامته الهادئه, اقفل باب البيت ونزل درجات المبنى بخطوات تابتة ,اتكاء على زخارف الدرج مفكرا فيما يحتاجه اليوم للبيت , فقد خرجي ابنه الى المدرسة صباحا واخدت معها ما يكفي للغداء ,سيكون تحضير العشاء متأخرا ,تابع طريقه في النزول الى الشارع اجتاز عتبة الباب الخارجي , كان الشارع هادئا وكأن لم يكن هناك اطلاق نار في الليلة السابقة ,وكيس التسوق في يده تابع الطريق يقطع الشارع الى الجهة المقابلة حيث السوق الصغير الذي يشتري منه الاحتياجات اليومية .
استقبله الجار الذي يعمل في السوق فالجميع يعرف هذا الرجل بمظهره الراقي لم يسأله احد يوما ما عمله .....سأل الرجل ما الذي حدث البارحة اخد صاحب السوق يتحدث عن ثوار لايزالون يحاولون ان يجدوا لهم مكانه سياسية ومن يوصل افكارهم الى الناس ..وقال انهم يمتلكون بعض السلاح يثيرون به الفوضى كان الجميع يشعر بارتياح ,ان الموقف يميل الى الاستقرار هذا ما فكر به .... اراد ان يقوله ولكنه غير الحديث الي ما يحتاجه صاحب الابتسامة ...هز صاحب الابتسامة راسه وهو ينظر الى الارض وابتسم بسخرية لى افكار اجتاحت راسه عن احداث في الماضي القريب كان مؤمن بها وفجأة تغير كل شىء ....
رفع راسه وقال انه يحتاج بعض الخضار للعشاء ,واضاف وغدا ساشترى اشياء الغد مرت فترة من الصمت والجار يجهز الخضار.....
في الشارع ومع ارتفاع الشمس في كبد السماء هناك فتاة في ريعان الشباب تسير وعلى وجهها ابتسامة ومن ينظر في عينيها يرىء الافكار التى في عقلها وجهها البرىء يجعلك تفكر الف مرة قبل ان تتكلم ...كانت تسير مسرعة تحاول الوصول الى البيت وصلت الى مدخل المبنى التفتت في فرات صاحب الابتسامة من زجاج مدخل السوق وقفت بجانب المدخل تنتظرمبتسمة الى والدها ....خرج من السوق وقطع الطريق وقف بجانب الفتاة وقال ماذا تنتظريين , سبقت والدها الى البيت ودخلت الغرفة واقفلت الباب خلفها ....تابع الاب صعود الدرج وهو يحمل الخضار دخل البيت وهو يسال ماذا حصل اليوم في المدرسة ...درت الفتاة لا شىء غير عادى ,فتح باب الغرفة وخرجت الفتاة وهي ترتدي ملابس البيت ابتسم لها والدها وقال اقفلي الباب ولنفكر ماذا سناكل اليوم ...فعلت ماقال لها وحملت كيس الخضار الى المطبخ وقالت ساعد العشاء انا اليوم...ضحك الاب وقال ماهو ...فتح جهاز التلفزيون واخد يتابع الاخبار ..لاشىء يبعث الهدوء في النفس كل شىء مقلق هل سيصلون الي حل في الفوضى السياسية التى تحدث ...هل هذا ما كان يتوقعه الناس.... كل المحطات تنقل الاخبار....الجميع يتحدث وما من حل لى هذه الفوضى ...اخفض الصوت واخد يراقب الصور التى امامه بدون صوت رأى وجوه الناس والالم التى تحملها تذكرما كان يفكر فيه وهو اصغر سنا كانت مراحل لاتنسىء من حياته والطموح يدفعه الى ان يجد مكانا بين الذي يحاولون الوصول الى السلطه....سمع صوت كسر ايناء في المطبخ سأل الفتاة ماذا هناك لم يسمع ردا وقف وتحرك باتجاه المطبخ...وجدها تجمع القطع المكسورة ودموع في عينيها,نظر اليها وقال ما الذي يبكيك الان هزت راسها وهي منحنية الى اسفل وقالت لاشىء كل ماهناك انى تذكرت ما كنا عليه وما اصبح عليه حالنا ....ابتسم الاب وقال مابه حالنا راى كتفاها ترتفعان ..ادار ظهره للمطبخ وعاد الى الكرسي الذي كان يجلس عليه رفع الصوت هذه المرة .
يتبع