ليبيا تصرخ ... ليبيا تعاني ... ليبيا تموت ... هذه المرة على يد أبنائها !
مقولة قالها أحد رجال ليبيا عندما كانت العاصمة طرابلس تدك و تحرق من قبل الطاغوت وأزلامه
مقولة أبكت عيون الملايين وأصحت ضمائر الكثيرين من داخل ليبيا و خارجها ، كنا حينها جسدٌ واحد من رأس جدير غرباً إلى مساعد شرقاً إلى أوباري وغات و الكفرة جنوباً ، تبكي عيون بنغازي لما يحدث في طرابلس ، تباعُ حُلي شريفات البيضاء دعماً لمقاومة مصر...اتة ، تفزع الزنتان نصرةً للزاوية ، درنة تضمد جراح الكفرة ، تهب طبرق لمساندة إجدابيا ، يهتز الجبلان الأخضر و نفوسة لما يعانيه سكان ليبيا الحبيبة من ظلم و إضطهاد ، كانت حينها ليبيا التي أحببناها كما لم نحبها من قبل ، فاذا كان زمان حكم المقبور مليئاً بالجراح ، إلا أنه ضمدها دون أن يدري أو يقصد عندما وقفنا وقفة رجل واحد و عرفنا بعضنا بالحب و الإحترام عن طريق القضية الواحدة التي كنا نحارب لأجلها الا وهيا الحرية ، الحرية تلك العروس التي عُقد قرانها يوم السابع عشر من فبراير و دفع مهرها دماء خيرة شبابنا فزفت يوم التحرير معطرةً بعطر شهدائنا الأبرار ، لتأتي من بعدها صرخات و أهاتٌ أخرى لمعشوقتنا ليبيا ، فإذا كانت صرخاتها الأولى عن طريق طاغية عرف بالظلم و البطش ، فإنهُ وللأسف هذه المرة عن طريق من زف الحرية إليها ، تنعارت قبلية و صرعات جهوية و بمباركة من الطابور الخامس و أنصار المقبور أصوت تتعالى بين الفينتِ و الأخرى تنادي بتقسيم ليبيا إلى أشلاء ، ليبيا التي وحدها أجددنا إذبان العهد الملكي بمساندة الملك إدريس السنوسي رحمه الله و عقلاء ليبيا حينها ، ليبيا التي روى أجدادنا في الماضي و أبائنا و إخواننا و أبنائنا و أصدقائنا في ثورة الحرية ، أتستحق منا حالياً كل هذا ؟ أهكذا أوصاكم المهدي زيو و اللواء عبدالفتاح يونس و نبوس يا أهل بنغازي ؟ أهكذا أوصاكم خالد أبوشحمة و محمد الحلبوص و خالد الصفروني يا أهل مصراتة ؟ أهكذا أوصاكم الشيخ قدور يا أهل طرابلس ؟ أهكذا أوصاكم الشيخ محمد المدني يا أهل الزنتان ؟ أهكذا أصاكم شهداء الميدان يا أهل الزاوية ؟ أهكذا أوصاكم البوسيفي يا أهل سبها ؟
أهكذا جسد العميد علي عطية الله حدوث العبيدي اللحمة الوطنية يا أهل ليبيا ؟
أغيثو ليبيا و اسعوا إلى بنائها يا شبابها فالوقت يمر و لا أريد أن أحضر مراسم تشييع الجثمان لانه حينها قد ضيعنا ما ضحى من أجله غيرنا و أصبح دمائهم هباءً منثورا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]